صحيفة روسية تسلط الضؤ على القضية الصحراوية
لاحظ تحقيق صحفي نشرته جريدة روسية (ادناكو) مؤخرا أن سبب تضارب المصالح من القضية الصحراوية ناتج عن "خشية" بعض القوى الدولية على مصالحها بسبب وجود معادن وثروات هائلة في الصحراء الغربية التي تعتبر منطقة لم تحسم فيها مسالة السيادة بين جبهة البوليساريو والمغرب.
" يوما ما ستوضع هنا نقطة نهاية الاستعمار في تاريخ التحرر في افريقيا. وفي انتظار الحل، فإن الأمم المتحدة لا تعترف باستقلال هذا البلد، في حين لا تتفق مع ضم معظم أراضيه من جانب المغرب. هنا تتقاطع مصالح العديد من البلدان، وذلك بسبب الموقع الاستراتيجي للصحراء الغربية والثروة الكبيرة التي تحتضن في باطنها"يقول الصحفي الداغستاني بختيار أحمد خانوف والمصورة الروسية تاتانيا لفوفا في تحقيقهما الذي اعدناه عقب زيارة للمخيمات والمناطق المحررة.
"هنا يتكلم الخبراء عن أغنى رواسب للفوسفات في العالم (10٪ من الاحتياطي العالمي)، وخامات الحديد (4,6 مليار طن فقط في المناطق التي تمت دراستها نسبيا)، والتيتانيوم، والفاناديوم (البلد الثاني في أفريقيا، التي تتربع على 80٪ من الاحتياطي العالمي) والنحاس (الذي يقدر بخمس احتياطي العالم)، بالإضافة إلى ألاستكشافات، التي أجريت بشكل متقطع من قبل الشركات الرائدة في العالم، التي تشير إلى وجود احتياطيات كبيرة من النفط والغاز والمعادن الأرضية النادرة والذهب، واليورانيوم في الصحراء الغربية، ناهيك عن حوالي 11٪ من الثروة السمكية العالمية في المياه الساحلية للبلاد.مع العلم أن مساحة هذه المنطقة تقدر بـ 252120 كيلومترا مربعا يعيش عليها 513 ألف نسمة. إنها جنة، وليست دولة!" يوضح التحقيق.
وحمل التحقيق عنوان عنوان: "الصحراء الغربية كان من الممكن أن تبقى محافظة إسبانية - مثل جزر الكناري" نشىر موقع وجريدة "أدناكو" الروسية تحقيقا مطولا عن كفاح شعب الصحراء الغربية والذي اعده الصحفي الداغستاني بختيار أحمد خانوف والمصورة ، حيث عكسا الواقع المعاش في مخيمات اللاجئيين الصحراويين والأراضي المحررة، وضمنه كذلك انطباعاتهما عن الأيام التي قضاها مع مقاتلي الناحيتين العسكريتين الثانية والرابعة.
وتحدث الصحفي عن تأسيس جبهة البوليساريووقيادتها لشعب الصحراء الغربية لانتزاع حقه المشروع في الحرية والاستقلال والمكاسب التي حققتها ومحافظتها على "مصداقيتها واستقلاليتها" وتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، كما تناول سنوات الحرب مع القوات الغازية المغربية وجدار الذل والعار المغربي واختراق مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي للدفاعات المغربية، متوقفا عند وقف إطلاق النار في 1991 بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية و"التماطل الممنهج" الذي يتقنه المغرب التفنن فيه طيلة 20 سنة الماضية تحت مظلة الأمم المتحدة الممثلة من قبل المينورسو، حيث عبث بعض أفردها بالنقوش الأثرية في الصحراء الغربية، بحسب تقارير واعترافات من قيادة البعثة.
و يلاحظ الصحفي انه بالرغم من ذلك فإن الصحراويين مصممون على مواصلة الكفاح حتى ولو تطلب ذلك الرجوع إلى الحرب، لأنه حسب رأيهم يشكل الللغة الوحيدة التي يفهمها العدو المغربي، كما لم يفت الصحفي التطرق إلى الموقف الروسي من القضية الصحراوية ونعته ب"البرودة" بسبب مواقف الدول الكبيرة المتقاطعة تجاه الصحراء الغربية، غير أن الصحراويين يمدون يد التعاون، انطلاقا من أنه من الممكن البدء الآن برسم سياسات المستقبل بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وروسيا الفيدرالية.
ومع ذلك فإن الصحراويين يؤسسون لمستقبل أفضل في الجزء الذي يديرونه سواء في المخيمات او في الأراضي المحررة ، ويتخلل الريبورتاج عدد من الصور التي تعكس جزء من الواقع الصحراوي.
للاشارة فإن الموقع والجريدة يديرهما احد مشاهير السياسة في روسيا، ميخائيل ليونتيف.
واص
0 comments: